هالة عيّاد بين قاعات الدرس والتمثيل.. رحلة شغف لا تنتهي
استضاف برنامج "حكاية منا" على موجات موزاييك أف أم، مساء الجمعة 12 سبتمبر 2025، الممثلة والأستاذة الجامعية هالة عيّاد، التي تقاسمت مع الجمهور تفاصيل مسيرتها الإنسانية والفنية والأكاديمية، في لقاء غاص في عمق التجربة الحياتية للضيفـة.
منذ البداية، كشفت هالة أنّها تجمع بين عالمين يبدوان متناقضين في الظاهر، لكنهما يلتقيان في عمق الإبداع التدريس الجامعي والتمثيل.
فهي أستاذة بالمعهد العالي للتصرّف ببنزرت، حاصلة على دكتوراه في علوم التصرّف، وفي الوقت ذاته ممثلة تشق طريقها بثبات في السينما والمسرح والتلفزيون.
الأستاذ الجامعي ليس في معركة مع الطالب
تقول هالة: "الأستاذ الجامعي ليس في معركة مع الطالب. بالعكس، مهمته المرافقة لا التلقين. وعندما يحترم الأستاذ طلابه، ينعكس ذلك تلقائيا في تعاملهم معه". لكنها تعترف بأن شهرتها كممثلة تجعل الأمر مختلفا داخل القاعات: "الطلبة يقولون لي دائما إن إحساسهم استثنائي لأن ممثلة معروفة تُدرّسهم، وهذا طبيعي لأن الفصل بين الأستاذة والممثلة ليس سهلا بالنسبة إليهم".
عن بداياتها، استحضرت هالة عيّاد ذكريات الطفولة: "اكتشفت أن لدي موهبة فنية منذ أن كنت في الروضة، في سن الثالثة. أما أكاديميا، فقد اخترت باكالوريا رياضيات، وكان لوالدي فضل كبير في تكويني العلمي والمعرفي".
الغرام الحقيقي بالتمثيل
ورغم تفوقها في مجالها الأكاديمي، لا تخفي هالة أن التمثيل يبقى عشقها الأول: "التمثيل أهم شيء في حياتي. لا يوجد إنسان في الدنيا قادر أن يمنعني من هذا الشغف. أجد نفسي في المسرح قبل أي شيء آخر". وتضيف بابتسامة: "مع المخرج عبد الحميد بوشناق، اكتشفت غرامي الحقيقي بالتمثيل، حيث جمعنا فيلم دشرة، ثم مسلسل النوبة ومسلسل رقوج".
لكن مسيرة هالة لم تخلُ من تساؤلات وجودية: "لم أخطط ماذا سأدرس بعد الباكالوريا. كما أن العائلة في تونس نادرا ما تُحضّر أبناءها لحياتهم الأكاديمية". من هنا تدعو الطلاب اليوم إلى استغلال الذكاء الاصطناعي في منحاه الإيجابي، معتبرة أنّه أداة قادرة على دعم مسيرتهم العلمية والإبداعية.
أكثر حضورا وانتشارا
عن واقع الفن في تونس، تقول هالة عيّاد بثقة: "يمكن العيش من الفن في بلادنا، رغم كل الصعوبات. وأنا أطمح إلى أن أكون أكثر حضورا وانتشارا عربيا وعالميا".
بين قاعات التدريس وأضواء المسرح، تواصل هالة عيّاد رسم حكايتها الخاصة، حكاية امرأة رفضت أن تختار بين العقل والقلب، فجمعت بين الاثنين في رحلة شغف لا تنتهي.
صلاح الدين كريمي